للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعملًا؛ كالتَّعبُّد بأداء الواجبات المتوسِّط (١) بين البطالة والتَّرهب، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر المتوسط بين المداهنة والعنف في الأمور الدِّينيَّة.

وخُلُقًا؛ كالتَّواضع المتوسِّط بين الضّعة والتَّكبر، والجود المتوسِّط بين البخل والتَّبذير، والقناعة المتوسِّطة بين الحرص والقعود عن طلب الضَّروري من المعاش.

ولَمَّا كانت مراعاة العدل (٢) في غاية الصُّعوبة شفَعه بالإحسان بقوله: ﴿وَالْإِحْسَانِ﴾ ليتدارك به ما فات من العدالة احتياطًا؛ فإنَّ العدلَ هو القيام بالواجب في كلِّ شيءٍ، والإحسانَ هو النَّدب، والانحرافُ عن سمة العدالة الذي هو الطَّريق المستقيم لأحد الجانِبَين قد يكون إلى جانب التَّفريط أحسن وإلى جانب (٣) الإفراط، فالإحسان هو الإتيان بالحسن، والمحافظةُ على جانبه (٤)؛ كالميل إلى التَّنزيه في الاعتقاد، والتَّطوعِ بالنَّوافل في الأعمال باعتبار الكميَّة، والزِّيادةِ في الإخلاص بالإخفاء باعتبار الكيفيَّة، والميلِ إلى الصَّلابة التي (٥) هي الحميَّة الدِّينيَّة في الشَّجاعة، وإلى الضَّعة والصَّفح دون الانتقام فيما يتعلَّق بحقِّ نفسه فيها، وإلى الإفراط في الجود، وإلى التفريط في كلِّ ما سواه من خصال العفَّة، ولهذا نهى عن الإفراط في متابعة الشَّهوة وهي الفحشاء.

﴿وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾: وإعطاءِ الأقارب ما يحتاجون إليه، وهو تخصيصٌ


(١) في (ف) و (م): "المتوسطة"، والمثبت من (ك)، والمصادر السابقة.
(٢) في (ك) و (م): "العدالة".
(٣) "التفريط أحسن وإلى جانب" من (م)، ولعل الصواب: (أو إلى) بدل: (وإلى).
(٤) في (م): "جانب".
(٥) "التي "من (م).