للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقياس، فيأباه ما في التِّبيان من المبالغة في البيان، ثمَّ إنَّ قوله: (من أمور الدِّين) تخصيصٌ، لا يساعده الكلام، ولا يقتضيه المقام.

﴿شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى﴾: بشارةً (١) ﴿لِلْمُسْلِمِينَ﴾ متعلِّق بـ ﴿وَبُشْرَى﴾، ومن حيث المعنى متعلِّق بـ ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً﴾ أيضًا؛ لقوله تعالى: ﴿هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ٢٠٣].

* * *

(٩٠) - ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ بمراعاة الوسط بين الأطراف، وسلوكِ طريق الوسط بين طرفي الإفراط والتَّفريط، فهو جماع الفضائل كلِّها، الشاملُ للحكمة المتوسطة بين البلاهة والدَّهاء، والشجاعةِ المتوسطة بين الجبن والتَّهوُّر، والعفَّة المتوسطة بين التَّنزُّه وخور الشَّهوة (٢).

فمن الحكمة:

اعتقادًا؛ كالتَّوحيد المتوسط بين التَّعطيل والتَّشريك، والقول (٣) بالكسب المتوسِّط بين محضِ الجبر والقدر.


(١) في (م): "وبشارة".
(٢) في (ف) و (ك): "الشره وجمود الشهوة"، وفي "تفسير أبي السعود" (٥/ ١٣٦): (من العِفة المتوسّطة بين الخلاعة والخمود)، ومثله في "روح المعاني" (١٤/ ٢٦٨) لكن بلفظ: (والجمود).
(٣) في (ق) و (ك): "والقوى"، والمثبت من (م)، وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٣٨)، و"تفسير أبي السعود" (٥/ ١٣٦)، و"روح المعاني" (١٤/ ٢٦٨)