للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ﴾ مع ذلك هو ثقل وعيال على مَن يلي أمره ويتولَّاه (١).

﴿أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ﴾: حيث ما يرسله مولاه في أمرٍ ﴿لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ﴾ بنجحٍ ونفعٍ، والتَّنكير للتَّقليل.

﴿هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾: ومَن (٢) هو مِنطيقٌ فَهِمٌ ذو كفايةٍ ورشد، يأمر النَّاس بالعدل لكونه جامعَ الفضائلِ كلِّها.

﴿وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ﴾: وهو في نفسه على طريقٍ ﴿مُسْتَقِيمٍ﴾ ودين قويمٍ؛ أي: كامل مكمَّل.

كرَّر التَّمثيل لزيادة الكشف والإيضاح، وتصويرِ امتناع الاشتراك والتَّشبيه في صورتين محسوسَتَيْن؛ ليتمكَّن في نفس السَّامعين، واحتجَّ في كلِّ واحدٍ من المَثَلَيْن بامتناع الاشتراك والتَّسوية بين ممكنين متماثلين، مع اشتراكهما في الجنسيَّة والمخلوقيَّة على امتناع الاشتراك والتَّسوية بين الأصنام التي هي أخسُّ المخلوقات وأعجزُها وبينَ اللهِ تعالى الواجبِ بذاته الخالقِ القادرِ على الإطلاق.

(٧٧) - ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾؛ أي: يختصُّ به تعالى علمُ ما غاب فيهما عن العباد.

وقيل: يوم القيامة؛ فإنَّ علمه غائب عن أهل السَّماوات والأرض.


(١) في (م): "وبقوله".
(٢) في (م): "من".