للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا دلالة فيه على أنَّ المملوك لا يملك؛ لأنَّه لم يُجعل قسيمًا للمالك إلَّا بعد التَّقييد بقوله: ﴿لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾، والأصل في القيود الاحتراز، بل للمخالف - كمالك على ما قيل - أن يتمسَّكَ به بناء على هذا الأصل.

﴿هَلْ يَسْتَوُونَ﴾؛ أي: هل يستوي الأحرار والعبيد، فإذا كان هذان لا يستويان عندكم مع كونهما من جنس واحد ومشتركَين في الإنسانيَّة، فكيف تشركون بالله تعالى وتسوُّون به مَنْ هو مخلوقٌ له مقهورٌ بقدرته؟!

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾﴾: كلُّ الحمد له، لا يستحقُّه غيرُه، فضلًا عن العبادة؛ لأنَّه مولى النِّعم كلِّها.

﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فيضيفون (١) نعمَه إلى غيره ويعبدونه لأجلها، وكلمة ﴿بَلْ﴾ رَدٌّ لِمَا زعموه من استحقاق الأصنام للعبادة والشكر.

(٧٦) - ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ﴾؛ أي: لا نفعَ فيه من جهة القول، وقد سبق بيان (٢) معنى البَكَم، والفرقِ بينه وبين الخَرَس.

﴿لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾ فلا يقع فيه من جهة الفعل أيضًا.


(١) وقع بعدها سقط لوحة رقم (٣٨٦) من (ك)، وسوف ننبه على نهايته في مكانه.
(٢) "بيان" من (م).