للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن يكون لإبهام التَّخصيص مبالغةً، وكذا تقديم (بالباطل) و (بنعمة الله) على ما تعلَّقتا به (١).

(٧٣) - ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾.

﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا﴾ من مطر ونبات، وهو مفعول ﴿رِزْقًا﴾ إن كان بمعنى المصدر، وبدلٌ منه إن كان بمعنى المرزوق، ويجوز أن يكون مصدرًا لـ ﴿يَمْلِكُ﴾ للتَّأكيد (٢)؛ أي: ما لا يملك رزقًا مّا شيئًا من الملك.

﴿مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ صلة للرِّزق إن كان مصدرًا، وصفةٌ له إن كان اسمًا.

والتَّنوين في ﴿رِزْقًا﴾ و ﴿شَيْئًا﴾ للتَّحقير والتَّقليل، وفي إبدال ﴿شَيْئًا﴾ من ﴿رِزْقًا﴾ تقليلٌ آخر، وفي إيراد ﴿مَا﴾ دون (مِن) تحقيرٌ آخر.

وفي التَّقييد بقوله: ﴿مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ مبالغةٌ في نفي ملك الرزق عنها؛ أي: ما لا يملك (٣) رزقًا مّا في جهةٍ من جهات العالم، ولا في مكانٍ وقطر منه.

﴿وَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ الضَّمير لـ ﴿مَا﴾؛ لأنَّه في معنى الإلهيَّة، وهو من الأفعال التي لا يُقدَّر لها مفعول وتُجعَل مطلقة كالفعل اللَّازم، والمراد: نفي الاستطاعة المطلقة؛ أي: لا يملكون أن يَرزقوا، ولا استطاعةَ لهم أصلًا؛ لأنَّهم أموات، وإنْ


(١) في هامش (ف): "وأما محافظة الفواصل فإنما يصار إليها عند عدم باعث معنوي. منه".
(٢) "للتأكيد" سقط من (م).
(٣) في (م) زيادة: "لهم".