للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾: جمع حافدة، وهو الذي يسرع في الخدمة والطَّاعة، قيل: المراد منهم البنون أنفسهم، والعطف لتغاير الوَصْفَين، وقيل: هم البنات، وفيه - أي: في التعبير عنهن بالحفدة دون البنات - تنصيصٌ على وجه الامتنان بالبنات، وهو أنهنَّ تخدمن في البيوت أتمَّ خدمة.

وقيل: هم الأختان على البنات، وحينئذ يكون إشارة إلى أنَّ البنات من حيث أنهنَّ وصلةٌ بالأجانب نعمةٌ جليلةٌ.

وقيل: هم الرَّبائب، وحينئذ يظهر وجه الاحتياج إلى قوله: ﴿مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾.

وأمَّا الحمل على أولاد (١) الأولاد فيأباه تخصيص البنين بالذكر، فإنَّه حينئذ حقُّه التَّعميم أوَّلًا أيضًا.

﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾: بعضَها؛ لأن كلَّها إنما يكون في الجنة، والمراد: الأطعمة الشهية.

﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ﴾ وهو أن الأصنام تنفعهم، أو أن من الطيبات ما يحرم عليهم كالبحائر والسوائب.

﴿وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ حيث أضافوها إلى غيره تعالى، وحرَّموا ما أحلَّ اللهُ لهم.

وإقحام ﴿هُمْ﴾ بينَ قوله: ﴿وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ﴾ و ﴿يَكْفُرُونَ﴾ للتَّقوية المعاضِدة للتَّوبيخ والإنكارِ بالهمزة الواردة على فاء التَّعقيب؛ أي: أبعدَ وضوح دلائل بطلان ما يعتقدونه يؤمنون بذلك الباطل؟!


(١) "أولاد" سقط (م).