للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾ ويجوز أن يكون المعنى (١): جمادات لا يَعرِض لها حياة كما يَعرِض لبعض الأموات، كالنُّطَف التي يحييها الله تعالى ويجعلها حيوانات، وكأجساد الموتى التي يبعثها الله تعالى، وذلك أغرقُ في كونها أمواتًا.

ويجوز أن يكون المعنى: أمواتًا (٢) حالًا أو مآلًا، غيرَ أحياء بالذَّات؛ ليتناول كلَّ معبود، والإلهُ يحب أن يكون حيًّا بالذَّات لا يعتريه الممات.

﴿وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ أي: لا يشعرون متى تُبعث عبَدتهم، فكيف يجازونهم، فإنَّ المعبود يجب أن يعلم عبادة العابد وقتَ بعثه وجزائه حتى يقدر على مجازاته بعد موته؛ فإنَ البعث والجزاء من لوازم التَكليف والعبادة، وفيه تهكُّمٌ بهم وبآلهتهم؟ فإنَّها جمادات لا شعورَ لها بشيءٍ، فكيف ممَّا لا يشعرُ به حيٌّ غير الله تعالى؟

* * *

(٢٢) - ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾.

﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ تلخيصٌ للنَّتيجة، وتكريرٌ للمطلوب، بعد إقامة الحجة عليه على أبلغ الوجوه.

﴿فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ﴾ تعكيسٌ للمقصود من النَّتيجة، وبيانٌ لموجِب إنكارهم؛ أي: إنَّه قد ثبت وتحقَّق بالبراهين المذكورة أنَّ الألوهيَّة تمتنع أن تكون إلَّا لله وحدَه، وأنَّه لا شريكَ له فيها، فأنتجَ لهم ذلك إصرارَهم واستمرارهم


(١) "المعنى" سقط من (ف) و (ك).
(٢) "أمواتا" من (م).