للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٩) - ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾.

وفي قوله: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ ما يُشْعِرُ بأنهم قصَّروا في هذا الميسور أيضًا، فاستحقُّوا العقاب؛ أي: يعلم ما تسرُّون من عقائدكم وعزائمكم وما (١) تعلنون من أعمالكم وأقوالكم، وهو وعيدٌ على شركهم باعتبار العلم والعمل، وتقصيرِهم في الشُّكر والعبادة، وتقديم ﴿مَا تُسِرُّونَ﴾ لأنَّ الوعيد من جهة العقائد والعزائم أهمُّ.

* * *

(٢٠) - ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾.

﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أي: والآلهةُ الذين يدعونهم الكفَّارُ من دونه تعالى، أو يعبدونهم.

﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا﴾ لَمَّا نفى المساواة والمشابهة بينَ مَنْ يخلقُ وبينَ مَنْ لا يخلقُ بيَّنَ أنَّهم لا يخلقون شيئًا؛ ليَنتج أنَّهم لا يساوونه ولا يماثلونه (٢).

ثمَّ أثبَتَ لهم صفات تنافي الألوهيَّة تأكيدًا لذلك فقال:

﴿وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾؛ أي: وهم ممكِناتٌ مفتقِرةٌ إلى التَّخليق، فكيف تكون آلهة والإلهُ يجب أن يكون واجبَ الوجود غنيًّا عن الكلِّ؟

* * *

(٢١) - ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾.

﴿أَمْوَاتٌ﴾: هم أموات. ولَمَّا احتمل أن يكون المعنى: أموات فيما بعدُ، على طريقة: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] دفَعه بقولِه:


(١) في (ف): "مما".
(٢) في (ف): "يماثلون".