للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حيوانيًّا، هو أشرف الأغذية، أسرع ما يكون إلى اللَّبن واللَّحم.

﴿وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾؛ أي: وبعض كلِّها؛ لأنَّ كلَّ ما يمكن من الثَّمرات لا يكون في الأرض.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً﴾: لدلالةً واضحة ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾: ينظرون فيستدلون بها على وجود الصَّانع وحكمته وقدرته.

ولَمَّا كان الاستدلال بإنبات الماء وهو واحد وإن كثرت أنواع النَّبات قال هنا: ﴿لَآيَةً﴾ على صيغة الإفراد.

* * *

(١٢) - ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.

﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ﴾ بأنَّ هيَّأها لمنافعكم.

﴿مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ﴾ نصب على الحال؛ أي: نفعكم بها حالَ كونها مسخَّرات بأمره التَكويني، أو على المصدر، وجمع للتَّنويع، جمع مُسَخَّر بمعنى تسخير، أي: سخَّرها أنواعًا من التَّسخير، كأنَّه قيل: سخَّرها تسخيرات.

وقرئ برفع ﴿الشَّمسُ والقمرُ والنُّجومُ﴾ على الابتداء، والخبر ﴿مُسَخَّرَاتٌ﴾ بالرَّفع (١)، وبرفع ﴿النُّجُومُ﴾ وحدَه ونصبِ ما قبله، و ﴿مُسَخَّرَاتٌ﴾ خبره (٢)، يعني أنها مسخراتٌ حقيقةً لله تعالى.


(١) وهي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٧).
(٢) وهي قراءة حفص، وقرأ باقي السبعة بنصب الكل. انظر: "السبعة" (ص: ٣٧٠).