للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمِنْهُ شَجَرٌ﴾: ومنه تكوُّنه، والمراد بالشَّجر: ما يرعاه المواشي، وقيل: كلُّ ما ينبت على الأرض يُطلَق عليه الشَّجر، قال الشَّاعر:

نعلِفُها اللَّحم إذا عَزَّ الشَّجر (١)

﴿فِيهِ تُسِيمُونَ﴾: ترعَون، مِنْ سامَتِ الماشية: إذا رعَتْ، فهي سائمة، وأسامها صاحبُها، وأصلها من السَّومة، وهي (٢) العلامة؛ لأنها تؤثِّر بالرَّعي علاماتٍ في الأرض.

* * *

(١١) - ﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ﴾ وقرئ بالنُّون (٣) على التَّفخيم.

﴿وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ﴾ تقديم ﴿الزَّرْعَ﴾ لأنَّه الأصل في الغِذاء (٤)، وتخصيص الأجناس الثَّلاثة من الثَّمرات وتقديمها لإظهار فضلها وإنافتها (٥) على سائرها، ولعلَّ تقديم ما يُسامُ فيه على الكلِّ (٦) لصيرورته غذاء


(١) الرجز للنمر بن تولب كما في "الحيوان" (٧/ ١٤٥)، و"الشعر والشعراء" (١/ ٣٠٩)، و"الأغاني" (٢٢/ ٢٧٨). ونسبه الزمخشري في "أساس البلاغة" (مادة: لحم) للطرمَّاح.
(٢) في (ك) و (م): "التي هو".
(٣) قرأ بها أبو بكر. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٧).
(٤) في النسخ: "الغداء"، والصواب المثبت لأن (الغداء) بالدال: طعام الغداة كما أن العشاء طعام العشي، و (الغذاء) بالذال: ما به نماء الجسم وقوامه، وهو المقصود هنا.
(٥) أي: ارتفاعها وشرفها.
(٦) كذا في النسخ: "على الكل"، وفي "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٢١)، (على ما يؤكل منه).