وكان يكفيه أن يقوله:(إلا المخلصين منهم) فزاد قوله: ﴿عِبَادَكَ﴾؛ إشارةً إلى وجه خلاصهم عن إغوائه، وهو اختصاصهم بالله تعالى من جهة العبودية، وتوطئةً لتوصيفهم بالوصف المذكور.
* * *
(٤١) - ﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾.
﴿قَالَ هَذَا﴾ إشارة إلى ما تضمَّنه الاستثناء، وهو تخلُّص المخلَصين من إغوائه، أو إلى الإخلاص.
﴿صِرَاطٌ عَلَيَّ﴾؛ أي: تخلُّصهم من إغوائك وانتفاءُ سلطانك عليهم حقٌّ عليَّ أن أراعيَه، أو الإخلاص طريق عليَّ، بمعنى: يؤدِّي إلى الوصول إليَّ والدُّخول عليَّ.
وإيثار حرف الاستعلاء على حرف الانتهاء لتأكيد الاستقامة، والشَهادةِ باستعلاءِ مَن ثبت عليه، فهو أدلُّ على التَّمكين من الوصول، فهو تمثيل؛ إذ لا استعلاء لشيءٍ عليه، تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا.
﴿مُسْتَقِيمٌ﴾ من غير اعوجاجٍ، أو هذا الصِّراطُ حقٌّ عليَّ أنْ أراعيَه، وهو أن لا يكون لك سلطانٌ على عبادي، فقوله تعالى: