للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الباء للقسم، ويردُّه قوله تعالى في موضع آخر: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص: ٨٢]، والقصَّةُ واحدةٌ، وهو صريحٌ في أنَّ القسم بصفة الذَّات، فمَن قال: والمعنى: أقسم بإغوائك إيَّايَّ، ثم قال: وفي انعقاد القسم بأفعال الله تعالى خلافٌ = فقد أخطأ في الأوَّل، ولم يصب في الثَّاني؛ لأنَّ الخلاف للفقهاء ونزاعَهم في أنَّه يمين يترتَّب عليها أحكامها من الكفَّارة وغير ذلك، لا في اليمين المتعارف، فإنَّه لا خلاف في أنَّ (١) اسم الحَلِف في عُرف العرب يقع عليه، وهو متعارف عندهم، ولهذا وردَ النَّهيُ عن الحلف بالآباء، وعدَّه الأصحاب مكروهًا، فالكلام المذكور لا مساسَ له لهذا المقام.

﴿لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: لأزِّيننَّ لهم المعاصيَ في الدُّنيا التي هي دار الغرور، كقوله: ﴿أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ [الأعراف: ١٧٦].

وقيل: ومعنى تقييد التَّزيين بقوله: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: قدرتُ على تزيين الأكل من الشَّجرة لآدم في السَّماء (٢) فلَأَنْ أقدر على تزيين المعاصي لذرِّيته في الأرض أولى.

﴿وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾: ولأحملنَّهم على الغواية.

* * *

(٤٠) - ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾.

﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾؛ أي: الذين أخلصهم الله تعالى لطاعته، وطهَّرهم عن الشَّوائب.


(١) في (ف) و (ك): "أنه".
(٢) "في السماء" من (م).