﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ الفاء للعطف على محذوفٍ تقديرُه: لا حاجة إلى السُّؤال؛ فإنَّك من الذين اقتضى حكمة التَّكليف إنظارَهم، فكان فيها تنبيه (١) على أنَّه لا إجابة له ولا كرامة من جهة الإسعاف لبعض سؤاله.
* * *
(٣٨) - ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾.
﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ هذا و (يوم الدِّين) و (يوم يبعثون) واحد، إلا أنَّه خولف بين العبارات قضاءً لحقِّ البلاغة في الكلام، فعبَّر عنه أوَّلًا بيوم الجزاء لِمَا عرفْتَ، وثانيًا بيوم البعث لأنَّه المناسب لغرض اللَّعين، وثالثًا بيومِ الوقت المعلوم لوقوعه في الكلامَيْن.
وزيادة الوقت للتَّنبيه على أنَّ التَّأخير إلى ذلك اليوم لا يقتضي نجاته؛ لأنَّه زمانٌ ممتدٌّ، والبعث في بعض أوقاته، فيجوز أن يموت في أوَّله ثم يُبعَث مع سائر الخلائق في وقت البعث.
وهذه المخاطبة وإن لم تكن بواسطةٍ لم تدلَّ على كرامته عند الله تعالى؛ لأنَّه على سبيل الإهانة والإذلال.
﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ الباء للسبب، و (ما) مصدريَّة؛ أي: بعد أن أمهلْتَني لأجتهدنَّ في إغوائهم بأيِّ طريقٍ يمكنني بسبب إغوائك إيايَّ بواسطتهم.