للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ﴾: تمويهُهم، فتخيَّلوا أباطيل ثم قالوها، أو اختداعُهم للضعفة.

﴿وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ﴾: سبيل الحق، وقرئ: ﴿وَصُدُّوا﴾ بالفتح (١)؛ أي: وصَدُّوا الناس عن الإيمان، و: (صدٌّ) بالتنوين عطفًا على ﴿مَكْرُهُمْ﴾ (٢).

﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ﴾ بالخذلان ﴿فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾: فما له من أحد يقدر على هداية (٣) بوجهٍ من الوجوه.

* * *

(٣٤) - ﴿لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾.

﴿لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ بالقتل والأسر وسائر ما يصيبهم من المصيبات.

﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ﴾ لدوامه وشدةِ إيلامه.

﴿وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ﴾: من عذاب اللّه تعالى في الدارين، قيل: أو من رحمته، ولا يساعده المساق، ولا يوافقه عبارة ﴿وَاقٍ﴾.

﴿مِنْ وَاقٍ﴾: من ساترٍ (٤) يحفظهم عن العذاب ويحميهم، فـ ﴿مِنْ﴾ الأولى صلة ﴿وَاقٍ﴾ قدِّمت عليه، والثانيةُ مزيدة للتأكيد.

ولمَّا ذَكر ما أعدَّ للكفار في دار القرار ذكر ما أعدَّ للمؤمنين فيها فقال:


(١) قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وأبي عمرو. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٣).
(٢) نسبت لابن أبي إسحاق. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٦٧)، و"الكشاف" (٢/ ٥٣٢).
(٣) في (م): "هدايته".
(٤) في (ف): "ساتر ما".