للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالعنف أو باللطف؛ أي: لا رافع ولا دافع ولا شافع ولا نافع أصلًا.

وأما الدلالة على أن خلاف مراد الله تعالى محالٌ فالآيةُ ساكتة عنها.

* * *

(١٢) - ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾.

﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا﴾ من ضرره ﴿وَطَمَعًا﴾ في نفعه، إذا لمع البرق يُخاف الصواعق ويُطمع في الغيث، كما قال أبو الطبيب:

فتًى كالسحاب الجُونِ يُخْشَى ويُرْتَجى … يُرَجَّى الحَيَا منها ويُخْشَى الصَّواعقُ (١)

أو: يَخاف عنده (٢) المطرَ مَن له فيه ضرر، فإنَّ الغيث لا يخلو عن العيث، ويَطمع فيه من له نفع فيه.

وانتصابهما على الحالية من المخاطَبين؛ أي: يريكم خائفين طامعين، أو من البرق كأنه في نفسه من شدة ما يُخاف ويُطمع فيه عينُ الخوف والطمع، أو ذا خوفٍ وذا طمعِ.

أو مفعولٌ لهما على أن المخاطَبين رائين؛ لأن إراءهم متضمِّن لرؤيتهم، والخوف والطمع من أفعالهم حيث إنهم فاعلو الفعلِ المعلَّل الذي هو الرؤية، فيرجع المعنى إلى معنى: قعدتُ عن الحرب جُبنًا (٣)، فيكونان مفعولًا لهما. أو على تقدير حذف المضاف؛ أي: إرادةَ خوفٍ وطمع، بمعنى: إخافةً وإطماعًا.


(١) انظر: "ديوان المتنبي" (٣/ ٨٦)، الجُون: جمع الجَون وهو الَأسوَد، والحيا: المطر.
(٢) في (ف): "عند".
(٣) في (ك): "جبنًا".