للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ﴾: الغيم المنسحِب في الهواء ﴿الثِّقَالَ﴾: جمع ثقيلة، وإنما وصفت به لأن اسم الجنس في معنى الجمع.

* * *

(١٣) - ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾.

﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ﴾ عن ابن عباس : سئل النبيُّ عن الرعد فقال: "ملك موكَّلٌ بالسحاب معه مخاريقُ من نار يسوقُ بها السحاب" (١).

﴿بِحَمْدِهِ﴾: مُلْتبسًا به.

ويجوز أن يكون إسناد التسبيح والحمد إلى الرعد مجازيًّا من باب الإسناد إلى فاعلية الفاعل؛ أي: يسبح سامعو (٢) الرعد من العباد الراجين للمطر حامدين لله يصيحون: سبحان اللّه والحمد للّه، ولما كان الرعد باعثًا لتسبيحهم وتحميدهم، فكأنه سبَّح وحمد.

وهذا الوجه أولى؛ لأن الرعد في المتعارف يقع على الصوت المخصوص، وهو الذي يُقرن بالذكر مع البرق والسحاب، والكلام في إراءة الآيات الدالة على القدرة الباهرة وإيجادِها (٣)، وتسبيحُ ملَك الرعد لا يلائم ذلك، أمَّا حمل الصوت المخصوصِ للسامعين على التسبيح والحمد فشديد الملائمة، وإذا حمل على


(١) رواه الترمذي (٣١١٧) وقال: حسن غريب.
(٢) في (ف): "سامع".
(٣) في (م): "الباهرة في إيجادها"، والمثبت من باقي النسخ و"روح المعاني" (١٣/ ٧٩)، والكلام منقول من "الكشف" كما صرح الآلوسي.