للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القول المذكور بل في احتجاجهم به عليه الصلاة السلام - ذمَّهم بالتَّكذيب دونَ الكذب، حيث قال:

﴿كَذَلِكَ﴾؛ أي: مثلَ ذلك التَّكذيب العظيم لك (١) ﴿كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ للرُّسل، وهذا دليل على أنَّ مرادَهم التَّكذيبُ دونَ إبداء (٢) العذر.

﴿حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا﴾: حتى أنزلنا عليهم العذاب بتكذيبهم.

وبيَّنَ أنَّ احتجاجهم ليس عن (٣) علمٍ ويقينٍ، بل عن ظنٍّ وتخمينٍ بقوله: ﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ﴾؛ أي: ليس عندكم بذلك علمٌ.

﴿فَتُخْرِجُوهُ﴾: فتظهروه ﴿لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾، أي: الذي لا يغني من الحقِّ شيئًا.

﴿وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾: وما أنتم إلا تخمِّنون وتقدِّرون أنَّ الأمرَ كما زعموا، وليس كذلك، لِمَا مَرَّ مِنْ بطلان مبنى (٤) ذلك الظنِّ، فلا متمسَّك فيما ذكر لأهل الزَّيغ والضَّلال من أصحاب الاعتزال، ولا حاجة إلى التَّوجيه والتَّأويل (٥) بتقييد المشيئة أوَّلًا؛ أي: فيما مرَّ، وإجرائها على إطلاقها آخرًا، أي: فيما يستمر (٦).

* * *


(١) "العظيم لك "من (م) و (ك).
(٢) في النسخ: "إبلاء"، والصواب المثبت.
(٣) في (م) و (ك): "من".
(٤) في (م): "معنى"، وسقطت من (ف)، والمثبت من (ح) و (ك).
(٥) في هامش (ف): "والعجب أنَّ البيضاوي مع وقوفه على ذلك وعلى ما دل عليه في تفسيره كيف التزم هنا بالتأويل والانصراف عن الظاهر. منه ".
(٦) في (م): "يستمر سيأتي"، وفي (ح) و (ف): "سبق"، والمثبت من (ك).