للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحياد في معركة أثارتها القوى المعادية للإسلام ... إذ عمدوا في هجومهم على الإسلام إلى استخدام المنطق والفلسفة سلاحا في تثبيت ادعائها،.. فاستعانوا بمثل ما استعان به الخصوم في اعتماد الأسلوب الجدلي والأداة المنطقية وصياغة لغة تحليلة لإبراز ما يمكن في الدين من القوى والفضائل" «٥٨» .

ونتيجة لانتهاج الماوردي طريقة سلفه القاضي عبد الجبار في استعمال العقل بالاستدلال على صحة ما أثبته من دلائل وذلك بمناقشته للروايات التي وصلت إليه عن دلائل وأعلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، ظهر هنالك اتفاق بالمنحى عند هذين المصنفين في كتابتهما عن دلائل وأعلام نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، ولكن باختلاف في طريقة العرض، إذ لم يقع الماوردي في المزالق التي أوقع القاضي عبد الجبار نفسه بها عندما استطرد في مصنفه إلى قضايا لا تمت بصلة إلى دلائل النبوة والأمور المتعلقة بها «٥٩» .

أوضح الماوردي منحاه في كتابة أعلام النبوة الذي طبقه بصرامة شديدة بقوله: " وقد جعلت كتابي هذا مقصورا على ما أفضى ودل عليه ليكون على الحق موضحا وللسرائر مصلحا على صحة النبوة دليلا وشبه المستريب مزيلا وجعلت ما تضمنه مشتملا على أمرين أحدهما ما اختص باثبات النبوة من أعلامها والثاني فيما يختلف من أقسامها وأحكامها ليكون الجمع بينهما أنفى للشبهة وأبلغ في الإبانة" «٦٠» .


(٥٨) الراوي، عبد الستار، ثورة العقل، دار الرشيد، وزارة الثقافة والأعلام، العراق، ط ١، ١٩٨٢، ص ١٦.
(٥٩) ينظر، ص ٢١١- ٢١٦، من هذه الدراسة.
(٦٠) إعلام النبوة، ص ٧.

<<  <   >  >>