للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعصمة للإمام ونشوء الفرق الإسلامية ونقل أفكارها مشفوعة بعبارات الازدراء والتحقير لها «٥٣» .

ولأجل هذين العاملين لم ينل هذا الكتاب الانتشار بين الكتب ولم يعتمد عليه أحد من العلماء الذين عرضوا دلائل النبوة سواء من المعاصرين له أم من المتأخرين.

هذه هي العناصر التي اوجدها القاضي عبد الجبار لكتابة دلائل النبوة وطريقة عرضها للناس من حيث استعمال آليات وأساليب جديدة في كتابتها، وما ذلك إلا لدور العصر الذي عاش فيه القاضي عبد الجبار والذي كان له الأثر الفعال في خروج كتابه على هذا الشكل والصورة.

٣. أعلام النبوة لأبي الحسن الماوردي (ت ٤٥٠ هـ) :

هو علي بن محمد بن حبيب قاضي القضاة وأحد أقطاب علماء المعتزلة ومتكلميهم، ولد في البصرة سنة (٣٦٤ هـ) ، وانتقل إلى بغداد ومكث بها إلى أن وافته المنية، برع في مختلف العلوم العقلية والنقلية «٥٤» .

صنف الماوردي كتابه هذا على طريقة من سبقه في استعمال لفظة أعلام بدلا من لفظة الدلائل «٥٥» .


(٥٣) ينظر، المصدر نفسه، ص ٣٤- ٤٢، ٤٦، ٩٠، ٥٢- ٩١، ٢٠١- ٢١١، ٢٤٥- ٢٥٢.
(٥٤) ينظر، السبكي، طبقات الشافعية، ٣/ ٣٠٣، ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، ٣/ ٢٨٥.
(٥٥) استعمل ابن سعد عبارة (علامات النبوة) وذلك عند حديثه عن دلائل نبوة الرسول ومعجزاته، ينظر، الطبقات الكبرى، ١/ ١/ ٩٦- ١١١، ١١٣- ١٢٦.

<<  <   >  >>