للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع كل ما ذكرنا من جوانب إيجابية تسجل لهذا الكتاب وتعطيه مكانا بارزا في المصنفات التي أسهمت في تطور كتابة دلائل النبوة من جهة وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من جهة أخرى، ظهرت في هذا الكتاب جوانب سلبية أضعفت من شأنه وحدت من تأثيره، وهذه الجوانب هي:

١. الاستطراد في العديد من أبواب الكتاب والخروج على مضمونه، والمقصد الذي من أجله صنف، حتى ليشعر القارىء له بأن عنوان الكتاب يختلف عما حواه من أمور لا علاقة لها بدلائل النبوة وتثبيتها، ولا سيما ذكره وعرضه لاراء الفرق الإسلامية بالخلافة ومن يصح لها من الصحابة والمسلمين «٥١» ، فضلا عن سرده للأحداث التي تمخضت عن استخلاف كل واحد من الخلفاء الراشدين (رض) «٥٢» .

٢. التحامل وكيل التهم والشتائم وإطلاق بعض الألفاظ النابية والبذيئة على بعض الفرق الإسلامية المخالفة له في العقيدة، مما أبعد الكتاب والكاتب عن الموضوعية والحوار العلمي الذي يجب أن يتصف به شخص مثل القاضي عبد الجبار، حتى أن الذي ينظر إلى هذا الكتاب لا يتصور أنه كتاب يعنى بإثبات دلائل النبوة في معظم صوره بل يراه من جانب آخر كتابا من كتب المحاججة والمناظرة في مسائل اعتقادية لا دخل لدلائل النبوة فيها مثل الإمامة


(٥١) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢٥٥- ٢٨٠، ٥٢٨- ٥٣٧.
(٥٢) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢٨٠- ٢٩٩، ٥٥٤- ٥٥٨، ٥٦٠- ٦١٥.

<<  <   >  >>