للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتاب بحضرته ككعب وابن الزبعرى، وقد كره كثير من أهل العلم فعل ابن إسحاق لإدخال الشعر الذي نيل فيه من رسول الله، إذ قال أبو عبيد رواية نصف بيت من ذلك حرام وعلى القول بالإباحة، فان النفس تقذر تلك الأشعار وتبغضها وقائليها في النار، فالإعراض عنها خير من الخوض فيها وتتبع معانيها" «٧٥» .

٢. الانتقاد من قبل عدم المجوزين لها ونشرها بين الناس، إذ تشير المصادر التي ترجمت لابن إسحاق أنه قد تعرض لحملة عنيفة من قبل العلماء لروايته هذا الشعر وتدوينه ونشره بين الناس «٧٦» ، ولأجل قيام ابن إسحاق بهذا الأمر عدّ ذلك نزاهة وأمانة علمية منقطعة النظير في نقل وقائع الأحداث ومجرياتها من دون مراعاة للمشاعر والعواطف «٧٧» .

٣. زعزعة أفكار وآراء المسلمين ببعض الشخصيات المقذع بها لما تضمنت هذه الأشعار من ألفاظ نابية ووصف لما صدر منهم من أفعال معيبة في نظر الاخرين دفعت الشعراء إلى تعييرهم بها، وهذا ما بينه أحد الباحثين بالقول: " ان لهذا النوع من الحذف ولا شك أسبابا سياسية وأخرى تتصل بالصورة التأريخية لعصر ابن هشام عن النبي وصحابته" «٧٨» ، وأضاف آخر على هذا القول آنف الذكر: " ومما لا شك فيه أن الرواة قد أهملوه وانصرفوا عن روايته ولا يرضون


(٧٥) الروض الأنف، ٢/ ٥٧.
(٧٦) ينظر، ابن النديم، الفهرست، ص ١٠٥، الجمحي، طبقات الشعراء، ص ٨، الخطيب البغدادي، تأريخ بغداد، ١/ ٢٢٠- ٢٢٢.
(٧٧) هوروفتس، المغازي الأولى مؤلفوها، ص ٩٣.
(٧٨) زكار، مقدمة تحقيق السير والمغازي لابن إسحاق، ص ١٥- ١٦.

<<  <   >  >>