للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هشام إلى حذف الكثير من مادة ابن إسحاق التي عدها غير ضرورية ثم صيرورته إلى تعديل بعض الأخبار أو تغذية ألفاظها بحسب ما فهمها ليكسبها قبولا ووضوحا حين رأى أنها تفتقر إليهما، ولا شك في أن تعديلاته وشروحه هذه تأثرت ببيئته الثقافية وطبيعة عصره الذي عاش فيه ... حتى كانت اهتمامات ابن هشام اللغوية قد أثرت تأثيرا كبيرا في طريقته باختيار الأخبار وفي إيرادها، وقد ذهبت بعض اهتمامات ابن إسحاق التأريخية والأخبارية ضحية دقة ابن هشام اللغوية ... ومن ثم فان لهذا النوع من الحذف ولا شك أسبابا سياسية وأخرى تتصل بالصورة التأريخية لعصر ابن هشام عن النبي وصحابته" «٥٦» ، وينتهي آخر إلى ووصف باحث آخر السيرة التي هذبها ابن هشام بأنها لا يطمئن لها من حيث شموليتها لكل الأمور الجوهرية التي ذكرها ابن إسحاق «٥٧» ، وينتهي آخر إلى وصف هذه السيرة بأنها سيرة محرفة ومبسترة ومعدلة «٥٨» .

مع كل ما قيل فان هوروفتس لم يكن بحدة هؤلاء إذ وصف تجربة ابن هشام هذه بأنها جهد موفق حفظ لنا جانبا كبيرا من كتاب ابن إسحاق الذي لولا جهد ابن هشام هذا لعددنا كتاب ابن إسحاق في عداد الكتب الضائعة «٥٩» .

٢. الاهتمام بالشعر الذي ورد في سيرة ابن إسحاق، إذ تمثل هذا الاهتمام بمحاور عدة:

أ- حذف الكثير من الأشعار التي أوردها ابن إسحاق وشمل هذا الحذف:


(٥٦) زكار، مقدمة تحقيق كتاب المغازي والسير لابن إسحاق، ص ١٥- ١٦.
(٥٧) جب، دراسات في حضارة الإسلام، ص ١٤٨.
(٥٨) مؤنس، حسين، هامش على كتاب التمدن الإسلامي لجرجي زيدان، دار الهلال، مصر، د، ت، ٣/ ١٠٧.
(٥٩) ينظر، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص ٨٢- ٨٣.

<<  <   >  >>