/ قال حنون قال لي المروزي الطبيب وكان أستاذي: يا حنون، اذهب إلى فلان فقل له: عني ينبغي أن تفصد، وافصده ولا تكثر فضولك، قال:
فذهبت وأبلغت الرجل هذا فقبل وفصدته ورجعت اليه، وقلت له: ما كان به حاجة إلى الفصد، فقال لي: كذا هو، ولكن كان لي عليه وظيفة من دراهم يحملها إليّ، وقد قطعها عني، فأردت أن يحتاج إليّ فقصدت إسقامه بالفصد.
وأما أبو هاشم بن أبي علي رحمهما الله «١» ، فقتله أبو حسن اليهودي المتطبب لاعتراضه ونقضه لكتب أرسطاطالس، وكان جاره يؤنسه ويخالطه ويريه المحبة، فشكى اليه يوما شيئا يجده، فقال: المصلحة أن تفصد، فركن إلى قوله، واستدعى حسن أخاه موسى ففصده، فلما خرج الدم، قال له أبو هاشم هذا دم جيد صافي فلم تخرجه، فقال له موسى هو جيد الكيفية إلا أنه كثير الكمية، فمرض أبو هاشم عقيب ذلك ومات.
وكان حسن هذا ظاهر اليهودية وهو ملحد، وكان أحد أطباء الملوك ببغداد. أما موسى هذا، فذكر عنه أحد تلاميذه أنه دخل على عليل وسأله عن خبره فأخبره بما يتداوى به وبما يغتذى به فقال له موسى من أشار عليك بهذا قال فلان الطبيب، قال: نعم ما أشار عليك، وقام وخرج وركب، قال تلميذه وهو يعقوب بن يوحنا هذا الواسطي، منزله الجانب الشرقي في دار الروم وفي درب البصرى، فلما ركب موسى مشيت مع البغل وجاريته في أصل ذلك المرض من غير أن أشير إلى العليل، واستفتيه في أدويته فأفتاني بضد ما كان ذكر له ذلك المريض، فقلت له فهذا/ العليل هذا مرضه وقد أخطأ
(١) أبو هاشم هو عبد السلام الجبائي المعتزلي المشهور ويعرف أتباعه بالبهشمية وقد تأثر به قاضي القضاة كثيرا، حتى أنه يعتبر ممثلا لمدرسته في كثير من الأمور.