للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجوههِم -أو على مناخرهم- إِلا حصائد ألسنتهم " (١).

وعنه رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: " اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وإِن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله؟ قال: " هذا "، وأشار بيده إلى لسانه) (٢).

وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت " يا رسول الله حَدِّثني بأمرٍ أعتصم به قال: " قل: ربي الله، ثم استقم قلت: " يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ "، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: " هذا " (٣).

وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " يا


(١) أصل الحديث رواه معاذ رضي الله عنه؛ قال: (كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: " يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار "، قال: " لقد سألت عظيمًا، وإِنه ليسير على من يسَّره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت)، ثم قال: " ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفيء النارَ الماءُ، وصلاةُ الرجل في جوفِ الليل "، ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)} [السجدة: ١٦]، حتى بلغ ({جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} [السجده: ١٧]، ثم قال " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ " قلت: " بلى يا رسول الله "، قال: " رأس الأمر الإِسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد "، ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: " بلى "، فأخذ بلسانه فقال: " تكفُّ عليك هذا "، قلت: " يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به .. ") الحديث، رواه الترمذي (٢٦١٦)، وقال: " حسن صحيح " والإمام أحمد (٥/ ٢٣١، ٢٣٧)، والحاكم (٢/ ٤١٣) وصححه على شرط الشيخين، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " برقم (٢١١٠)، و " صحيح ابن ماجه " (٣٢٠٩).
(٢) قال في " الترغيب " (٣/ ٥٣٢): " رواه ابن أبي الدنيا بإسناد جيد " اهـ. وهو في " الصمت " له برقم (٢٢).
(٣) أخرجه الترمذي رقم (٢٤١٢)، وقال: " حسن صحيح "، وابن ماجه رقم (٣٩٧٢)، وابن حبان في " صحيحه " (٥٦٩٨).

<<  <   >  >>