وأما عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري فتقدم في الحديث (٧٢٣) أنه: صدوق يخطيء. وأما زمعة بن صالح فتقدم في الحديث (٦٠٩) أنه: ضعيف. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف زكريا بن منظور، وهو حسن لغيره بمجموع الطرق الأخرى المتقدمة، وتقدم أن الترمذي صححه. وله شواهد من حديث جابر، والمستورد بن شداد، وابن عباس، وأنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وعبد الله بن ربيعة، وأبي الدرداء، وأبي موسى، وجماعة من الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-، وله شاهدان مرسلان أحدهما للحسن البصري، والآخر لعمر بن مرّة. أما حديث جابر -رضي الله عنه- فأخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٧٢ رقم ٢) في أول الزهد والرقائق، عن جابر، أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- مر بالسوق داخلاً من بعض العالية، والناس كنَفَته، فمر بجدي أسكّ ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: "أتحبون أنه لكم؟ ". قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم". وقوله: (كنَفَته) معناه: جانبه وناحيته./ النهاية (٤/ ٢٠٤ - ٢٠٥). وقوله: (أسكّ) معناه: مقطوع الأذنين./ النهاية (٢/ ٣٨٤). وحديث جابر هذا أخرجه أيضاً الِإمام أحمد في المسند (٣/ ٣٦٥). =