للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حَنْجَرَةٍ ... إِلَى الْغَلِيلِ لَمْ يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ

أَرَادَ أَنَّكُمْ جَرَّعْتُمُونِي أَنْفَاسَ الْهمِّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي مِثْلِ قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: إِنْ كَانَ جَارُكَ لَمْ تَنْفَعْكَ ذِمَّتُهُ ... وَقَدْ نَغِبْتَ بِكَأْسِ الذُّلِ أَنْفَاسَا

وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الْحُزْنِ تَجَرَّعُهُ عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ، وَتَجَرَّعُهُ أَنْفَاسًا

٣٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبْيِبٍ، قَالَ نا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَمْرِيِّ، قَالَ: رَأَى إِنْسَانٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَبْلَ ظُهُرِ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، كَأَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ نَاشِرَةٌ شِعْرَهَا، وَهِيَ تَقُولُ:

إِنَّ الزَّمَانَ وَعَيْشَنَا اللَّذَّ الَّذِي ... كُنَّا بِهِ زَمَنًا نُسَرُّ وَنَجْذَلُ

زَالَتْ بَشَاشَتُهُ وَأَصْبَحَ ذِكْرُهُ ... حَزَنًا يُعَلُّ بِهِ الْفُؤَادُ وَيُنْهَلُ

فَأَوَّلَ النَّاسُ ذَلِكَ زَوَالِ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ.

قَوْلُهُ يَسْبِخُ عَنَّا الْحَرُّ.

أَيْ يَسْكُنُ، وَالتَّسْبِيخُ السُّكُونُ، وَأَنْشَدَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ فِي بَعْضِ دُعَاءِ الْأَعْرَابِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نَوْمِ اللَّيْلِ، وَتَسْبِيخِ الْعُرُوقِ، وَتَأْخِيرِ الشَّدَائِدِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>