وصححه الحاكم؛ لكن تعقبه الذهبي فإن فيه ابن منظور ضعيف، ولو صح الحديث لكان موجهًا، وأخرجه القضاعي عن ابن عمر، لكن بلفظ "شربة ماء" بدل "قطرة أبدًا". ورواه الترمذي أيضًا عن أبي هريرة، وزاد في "اللآلئ": أن صاحب الفردوس أخرجه عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: "يا ابن آدم ما تصنع بالدنيا؟! حلالها حساب، وحرامها عذاب". وفي النجم قلت: وعند أحمد في الزهد عن أبي الدرداء موقوفًا: "لو كانت الدنيا تزن عن الله جناح بعوضة ما سقى فرعون منها شربة ماء"، وعنده عن الحسن رفعه:"والذي نفسي بيده ما تعدل الدنيا عند الله جديًا من الغنم". ولابن عساكر، عن أبي هريرة:"لو عدلت الدنيا عند الله جناح بعوضة من خير؛ ما سقى كافرًا شربة". وعند أبي نعيم عن ابن عباس:"لو وزنت الدنيا عند الله بجناح بعوضة ما سقي كافرًا منها شربة ماء". انتهى.
٢١٠٨- لو كانت الدنيا دمًا عبيطًا؛ لكان قوت المؤمن منها حلالًا١.
وفي لفظ:"كان نصيب المؤمن حلال"، قال في "المقاصد": لا يعرف له إسناد، لكن معناه صحيح؛ فإن الله لم يحرم على المؤمن ما يضطر إليه من غير معصية. وقال الزركشي: لا أصل له. وتبعه في "الدرر". وقال النجم: هو من كلام الفضيل بن عياض؛ وذلك لأن المؤمن لا يأكل إلا عن ضرورة ويقرب منه قول نجم الدين الكبري: الذكر يقطع لقيمات الحرام.
والعبيط بالعين المهملة والموحدة، ففي القاموس:"لحم ودم وزعفران عبيط، بين العبطة بالضم: طري". وقال ابن الغرس: عبيطًا هو بالعين المهملة أي: طريًا.
٢١٠٩- لو كان الأرز رجلًا لكان حليمًا.
قال الحافظ ابن حجر: موضوع، وإن كان يجري على الألسنة مرفوعًا. وممن صرح بكونه باطلًا موضوعًا ابن القيم في "الهدى"، وليس هو في الطب النبوي لأبي نعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية. قال في "المقاصد": ومن الباطل في الأرز ما عند الديلمي عن علي رفعه: "الأرز في الطعام كالسيد في قوم، والكرات في البقول بمنزلة الخبز، وعائشة كالثريد، وأنا كالملح في الطعام وعنده أيضًا عن صهيب مرفوعًا بلفظ: "سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز"، وتقدم في السين أيضًا. ورواه أيضًا عن أنس رفعه بلفظ: "نعم الدواء الأرز"، وسيأتي في النون، وروى أبو نعيم في الطب النبوي والديلمي عن علي رفعه سيد طعام الدنيا اللحم ثم الأرز وقال الصغاني: