وللعسكري عن عمر رفعه: والذي بعثني بالحق إن الرزق ليطلب أحدكم كما يطلبه أجله, وله عن ابن مسعود في حديث سيأتي "إن الله لا يعذب بقطع الرزق والعمل, والرزق مقسوم وهو آتٍ ابن آدم على أي سيرة سارها, ليس تقوى تقي بزائده ولا فجور فاجر بناقصه, وبينه وبينه ستر وهو في طلبه".
وبعض هذه الأحاديث يقوي بعضها, ومن الأحاديث الواهية ما رواه ابن عدي ومن جهته البيهقي عن ابن مسعود رفعه "ما بال أقوام يسترجون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه, فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض, ويسعون فيما يدرك بغير سعي من المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم والتجارة التي لا تبور".
قال البيهقي عقبه: والمراد به والله أعلم أن ما قدر للعبد من الرزق يأتيه فلا يجاوز الحد في طلبه، يعني كما في الحديث الآخر: اتقوا الله وأجملوا في الطلب.
ورواه الديلمي بسند ضعيف عن جابر مرفوعا: إن للأرزاق حجبًا فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حياء ويأخذ رزقه فعل, ومن شاء بقي حياؤه وترك رزقه محجوبًا عنه حتى يأتيه على ما كتب الله له, فعل.
قال في المقاصد: وظاهر قوله في حديث ابن مسعود: ولا فجور فاجر بناقصه يعارضه ظاهر حديث "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" كما بينته مع الجمع في مكان آخر انتهى فليراجع. وقال النجم: وقد يجاب بأن ما يقضيه الله للعبد من أجل أو رزق أو بلاء تارة يكون مبرمًا وهذا لا يؤثر فيه ما ذكر، وتارة يكون معلقًا فهذا يؤثر فيه ما ذكر، أو تحمل المعصية على معصية مخصوصة انتهى ملخصًا.
وسيأتي له تتمة بحث في حديث "إن الله لا يعذب بقطع الرزق" ومن شواهده ما أخرجه الإمام أحمد والبيهقي عن أنس رفعه: "إن الله يأتي برزق كل غد" وكذا قوله -صلى الله عليه وسلم- مخاطبا لاثنين: "لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رءوسكما؛ فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه شيء, ثم يرزقه الله".
٧٠٦- إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه, ولا نزع من شيء إلا شانه.
رواه مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعا، وفي رواية له من حديث شعبة عنها: ركبت عائشة بعيرًا, فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالرفق؛ إن الرفق ... " الحديث.