للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رد من الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما. وهو من أهل السنة فاصحبه. واجلس معه. فإنه ليس تضرك معصيته. وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا، محترفا بالعبادة صاحب هوى. فلا تجلس معه. ولا تسمع كلامه.

ولا تمش معه فى طريق. فإنى لا آمن أن تستحلى طريقه فتهلك معه. ورأى يونس بن عبيد ابنه - وقد خرج من عند صاحب هوى - فقال: يا بنى، من أين خرجت؟ قال: من عند عمرو بن عبيد. قال: يا بنى، لأن أراك خرجت من بيت هيتى أحب إلى من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان، ولأن تلقى الله زانيا سارقا فاسقا خائنا أحب إلى من أن تلقاه بقول أهل الأهواء.

أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتى لا يضل ابنه عن دينه، وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره؟

فاحذر، ثم احذر أهل زمانك خاصة. وانظر من تجالس، وممن تسمع، ومن تصحب؟ فإن الخلق كلهم فى ضلالة إلا من عصم الله منهم. وإذا رأيت الرجل يذكر المريسى أو ثمامة وأبا الهذيل، وهشام الفوطى، أو واحدا من أتباعهم وأشياعهم فاحذره. فإنه صاحب بدعة، وإن هؤلاء كانوا على الردة. واترك هذا الرجل يذكر المريسى أو ثمامة وأبا الهذيل، وهشام الفوطى، أو واحدا من أتباعهم وأشياعهم فاحذره. فإنه صاحب بدعة، وإن هؤلاء كانو على الردة. واترك هذا الرجل الذى ذكرهم بخير منزلتهم.

والمحنة فى الإسلام بدعة. وأما اليوم فيمتحن بالسنة. لقوله: «إن هذا العلم دين. فانظروا ممن تأخذون دينكم. ولا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون شهادته» فانظر إن كان صاحب سنة، له معرفة، صدوق كتبت عنه. وإلا تركته.

وإذا أردت الاستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام، والجدال والمراء والقياس والمناظرة فى الدين. فإن استماعك منهم - وإن لم تقبل منهم - يقدح الشك فى القلب. وكفى به قبولا فتهلك.

وما كانت قط زندقة، ولا بدعة، ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام، والجدال، والمراء، والقياس. وهى أبواب البدع والشكوك والزندقة.