للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان زادُه منها إلى النار (١).

وقال أيفع بنُ عبدٍ الكَلاعيُّ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أهل الجنَّةِ الجنَّة وأهل النار النارَ، قال الله: يا أهل الجنة، كَمْ لَبِثْتُم في الأرضِ عَدَدَ سِنين؟ قالوا: لَبِثْنَا يَوماً أَوْ بَعْضَ يَومٍ، قال: نعم ما اتجرتم في يومٍ أو بعض يوم، رحمتي ورضواني وجنتي، امكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم يقول لأهل النار: كم لبثتم في الأرض عددَ سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، فيقول: بئس ما اتَّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، سخطي ومعصيتي وناري، امكثوا فيها خالدين مخلدينَ» (٢).

وخرَّج الحاكم (٣) من حديث عبد الجبَّار بن وهب، أنبأنا سعدُ بن طارق، عن أبيه، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «نعمتِ الدَّارُ الدُّنيا لمن تزوَّد منها لآخرته حتّى يُرضِيَ ربَّهُ، وبئستِ الدَّارُ لمن صدَّته عن آخرته، وقصَّرت به عن رضا ربِّه، وإذا قال العبد: قبَّحَ الله الدُّنيا، قالت الدُّنيا: قبَّح الله أعصانا لربِّه» وقال (٤): صحيح الإسناد، وخرَّجه العقيلي (٥)، وقال: عبد الجبار بن وهب مجهول وحديثُه غير محفوظ، قال: وهذا الكلام يُروى عن عليٍّ من قوله.

وقول عليٍّ خرَّجه ابنُ أبي الدُّنيا (٦) عنه بإسنادٍ فيه نظر: أنَّ علياً سمع رجلاً يسبُّ الدُّنيا،

فقال: إنَّها لدارُ صدق لمن صدقها، ودارُ عافيةٍ لمن فهم عنها، ودارُ غنى لمن تزوَّد منها، مسجد أحبَّاءِ الله، ومهبِطُ وحيِهِ، ومُصَلّى ملائكتِهِ، ومتجَرُ أوليائه،


(١) أخرجه: أحمد في " الزهد " (١٦٣٧)، وابن أبي عاصم في " الزهد ": ٢٨٤. (ط. دار الرَّيان للتُراث).
(٢) أخرجه: ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٤٠٦٠) وكما في "تفسير ابن كثير": ١٣٠٨ (ط. دار ابن حزم)، وأبو نعيم في " الحلية " ٥/ ١٣٢ من طريق أيفع بن عبد الكلاعي، مرسلاً.
(٣) في " المستدرك " ٤/ ٣١٢ - ٣١٣.
وأخرجه: الرامهرمزي في " الأمثال ": ٥٨ و ١٤٧، وابن عدي في " الكامل " ٤/ ٢٢٦ عن سعد بن طارق، عن أبيه، به.
(٤) في " المستدرك " ٤/ ٣١٣.
(٥) في " الضعفاء " ٣/ ٨٩.
(٦) في " ذم الدنيا " (١٤٧).

<<  <   >  >>