فقد رمت به، وكسرت بعضه، وهشمته قبل أن يستوى عليها. فقال: إنّ عمى وصف ناقة ملك، ووصفت ناقة سوقة يقطع بها الأسفار.
وأخبرنى محمد بن يحيى الصولى، قال: حدثنى محمد بن الرياشى، قال: حدثنى أبو حاتم، وأبى عبيدة؛ عن أبى عمرو بن العلاء- أنه لقى ذا الرمة، فقال: أنشدنى «ما بال عينك» ، فأنشده؛ فلما انتهى إلى قوله «٣١» :
تصغى إذا شدها بالكور جانحة ... حتى إذا ما استوى فى غرزها تثب
فقال أبو عمرو: ما قاله عمّك الراعى أحسن مما قلت:
وهى إذا قام فى غرزها ... كمثل السفينة أو أوقر
ولا تعجل المرء قبل الورو ... ك وهى بركبته أبصر
فقال ذو الرمة: إنّ الراعى وصف ناقة ملك. وأنا أصف ناقة سوقة.
قال الصولى: ويروى أنّ أعرابيا سمع ذا الرمة ينشد هذا البيت، فقال: سقط والله الرجل.
قوله: تصغى: تميل رأسها كأنها تستمع؛ أى هى مؤدبة ليست بنفور ولا ضجور.
والغرز للناقة بمنزلة الركاب للدابة؛ وهى نسع مضفور. والكور: الرحل.
وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: سمعت أبا العباس المبرد يقلو: مدح ذو الرمة بلال بن أبى بردة، ثم خرج من عنده فجعل ينشد الناس فأنشدهم: