أردت أن تنسب بها فنسبت بنفسك، والله لو وصفت بهذا هرّة أهلك- أو قال منزلك- كنت قد أسأت صفتها. أهكذا يقال للمرأة؟ إنما توصف بالخفر، وأنها مطلوبة ممنّعة؛ هلا قلت كما قال هذا- وضرب بيده على كتف الأحوص:
لقد منعت معروفها أمّ جعفر ... وإنى إلى معروفها لفقير
وقد أنكروا عند اعتراف زيارتى ... وقد وغرت فيها علىّ صدور [٧٩]
أزور ولولا أن أرى أمّ جعفر ... بأبياتكم ما زرت حيث أزور
قال ثعلب:«أدور» ؛ وهى الرواية، وهكذا رواه المبرد. وقل فى آخره: ما درت حيث أدور.
أزور على أن ليس ينفكّ كلما ... أتيت عدوّ بالبنان يشير
وما كنت زوّارا ولكن ذا الهوى ... إذا لم يزر لابد أن سيزور
هكذا والله يكون الشعر وصفة النساء. فارتاح الأحوص وامتلأ سرورا وانكسر عمر.
ثم أقبل على الأحوص، فقال: وأنت يا أحوص، أخبرنى عن قولك «٣٢» :
فإن تصلى أصلك وإن تبينى «٣٣» ... بصرمك «٣٤» قبل وصلك لا أبالى
وإنى للمودّة ذو حفاظ ... أواصل من يهشّ إلى وصالى
وأقطع حبل ذى ملق كذوب ... سريع فى الخطوب إلى انتقال
ويلك! أهكذا يقول الفحول؟ أما والله لو كنت فحلا ما قلت هذا لها- وقال بعضهم: أما والله لو كنت من فحول الشعراء لباليت؛ هلا قلت كما قال هذا الأسود- وضرب بيده على جنب نصيب «٣٥» :