للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معناه أن المجتهد لا يجوز له تقليد التابعي المجتهد، فليس فيه الخلاف الذي في الصحابي المجتهد.

من لم يكن مجتهدا فالعمل … منه بمعنى النص مما يحظل

معناه أن القاصر عن رتبة الاجتهاد، لا يجوز له تلقي الأحكام من نصوص الكتاب والسنة، لعدم الأهلية الكافية لذلك، التي تقتضي الثقة برأي صاحبها، لاستلزامها القصد في النظر غالبا، ولزوم الجادة في الاجتهاد، وتسني الاهتداء إلى مثار الحكم، وتفهم دقائق الإشارات، والسلامة من تنكب نهج الصواب غالبا، فالنظر في الأدلة مع الخلو من ذلك، تخمين ومجازفة، وقول على الله ـ سبحانه وتعالى ـ على غير بصيرة.

وسيأتي ذكر الاختلاف في تجزئ الاجتهاد، ولقد أحسن الشيخ محمد عبد الله بن الإمام الجكني (١) - رحمه الله سبحانه وتعالى - حيث يقول:

من لم يكن مجتهدا فليستند … في قفوه النص لفهم مجتهد

ليقفو النص على بصيره … وحجة ظاهرة منيره

والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

سد الذرائع إلى المحرم … حتم، كفتحها إلى المنحتم

وبالكراهة وندب وردا ..........................

مما يدخل في الاستدلال أيضا، سد الذرائع، والذرائع: جمع ذريعة، وهي لغة: الوسيلة والوصلة.


(١) هو محمد عبد الله بن سيدي محمد بن محمد الأمين، بن الإمام، بن عبد الجليل، بن المعزوز، الجكني، ولد قرب واحة الدندان من تكانت، سنة ١٣٤٧ هـ
أخذ عن لمرابط أحمدو بن مود الجكني الأجفاغي، ولمرابط اباه بن محمد الامين اللمتوني، والعالم البارع الشيخ سيدي محمد بن اجميلي، والعلامة الموهوب الشيخ محمد يحيى بن الشيخ الحسين ـ رحمهم الله سبحانه وتعالى أجمعين ـ.
كان عالما، محققا، ناسكا، زاهدا، قويا في دين الله ـ سبحانه وتعالى ـ ماهرا في العلوم العقلية، قوي الفهم، مبرزا في الفتوى والقضاء، شاعرا حسن الشعر، له مؤلفات كثيرة في العقائد والأصول وغيرهما، وله نوازل مجموعة.
توفي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ لليال بقين من رمضان، سنة ١٤١٣ هـ بانواكشوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>