للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال رسول الله - صلي الله تعالى عليه وسلم كذا، أو فعل كذا.

سواء كان التابعي المذكور كبيرا، كعبيد الله بن عدي بن الخيار، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب.

أو صغيرا، كالزهري وأبي حازم، ويحيى بن سعيد الأنصاري - رضي الله سبحانه وتعالى عنهم أجمعين -.

هذا هو المشهور عندهم، ومنهم من خصه بالتابعي الكبير خاصة، لأن أكثر رواية الصغير عن التابعي، فما رفعه منقطع.

وما في بعض الشروح (١) هنا عن شيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله سبحانه وتعالى - من أن التابعي الكبير هو من أدرك الصحابة، وإن لم يلقهم، سهو. …

والذي يغلب على الظن، أن منشأه سقَط في نسخة الشيخ - رحمه الله سبحانه وتعالى - من فتح الباري، وقد ذكرت ذلك في الأعلاق الموضونة، وهذا نص ما ذكرت:

قال في هدي الأبرار عند قوله في طلعة الأنوار:

ثم الكبير عند ذي النجابه … أكثر ما يروي عن الصحابه

ما نصه: وفي فتح الباري: أن الكبير من أدرك الصحابة، وإن لم يلقهم، قاله في كتاب التيمم اهـ

وهذا سهو، إذ كيف يكون من التابعين من لم يلق الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ـ مع اشتراط جماعة من أهل العلم، طول الصحبة، في تحقق التابعية، وعدم الاكتفاء باللقي، فضلا عن أن يكون من كبارهم.

قال العماد ابن كثير - رحمه الله سبحانه وتعالى - في حد التابعي: لم يكتفوا بمجرد رؤيته الصحابي، كما اكتفوا في إطلاق اسم الصحابي على من رآه عليه الصلاة والسلام، والفرق عظمة وشرف رؤيته عليه الصلاة والسلام اهـ (٢)


(١) كالنشر والحلي.
(٢) قال في الإبهاج: والفرق شرف الصحبة وعظم رؤية النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وذلك أن رؤية الصالحين لها أثر عظيم، فكيف رؤية سيد الصالحين، فإذا رآه مسلم ولو لحظة انطبع قلبه على الاستقامة، لأنه بإسلامه متهيئ للقبول، فإذا قابل ذلك النور العظيم، أشرق عليه، وظهر أثره في قلبه وعلى جوارحه اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>