للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالصواب أن من لم يلق الصحابة - رضوان الله سبحانه وتعالى عليهم أجمعين - ليس من التابعين أصلا، فضلا عن أن يكون من كبارهم.

ولعل مراد الشيخ - رحمه الله سبحانه وتعالى - في ما نسبه لشيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله سبحانه وتعالى - قوله في سيار بن وردان - رحمه الله سبحانه وتعالى - أحد رواة الحديث الثاني من كتاب التيمم من صحيح البخاري - رحمه الله سبحانه وتعالى - ما نصه: اتفقوا على توثيق سيار، وأخرج له الأئمة الستة وغيرهم، وقد أدرك بعض الصحابة، لكن لم يلق أحدا منهم فهو من كبار أتباع التابعين اهـ

فتكون نسخة الشيخ - رحمه الله سبحانه وتعالى - قد سقط منها لفظ أتباع، والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ

وأورد السيوطي - رحمه الله سبحانه وتعالى - على تخصيص المرسل بالتابعي، من سمع من النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وهو كافر، ثم أسلم بعد موته ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ فهو تابعي اتفاقا، وحديثه ليس بمرسل، بل موصول، لا خلاف في الاحتجاج به، كالتنوخي: رسول هرقل، وفي رواية: قيصر، فقد أخرج حديثه الإمام أحمد وأبو يعلى - رحمهما الله سبحانه وتعالى - في مسنديهما، وساقاه مساق الأحاديث المسندة.

وأورد أيضا من رأى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - غير مميز، كمحمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله سبحانه وتعالى عنهما - فإنه صحابي، وحكم روايته حكم المرسل، لا الموصول، ولا يجيء فيه ما قيل في مراسيل الصحابة، لأن أكثر رواية هذا وشبهه عن التابعي، بخلاف الصحابي الذي أدرك وسمع، فإن احتمال روايته عن التابعي بعيد جدا اهـ من التدريب.

قال في الأعلاق الموضونة: ويجاب عن أمثال محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>