بشير ولا نذير) فهي بزيادة من قبلها تكون نصا في العموم.
وقد ذهب المبرد إلى أن العموم مستفاد من لفظ " من " وذهب سيبويه إلى أن العموم مستفاد من النفي، قبل دخول " من " و" من " تفيد النصوصية.
قال أبو حيان: مذهب سيبويه ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ أن ما جاءني من أحد، وما جاءني من رجل: " من " في الموضعين، لتأكيد استغراق الجنس، وهذا هو الصحيح نقله في الإرشاد.
والثالث: أن تكون ملازمة للنفي.
وقد نظم سيدي مولاي المختار بن بونا ـ رحمه الله سبحانه وتعالى النكرات الملازمة للنفي ـ أو ما شاء الله سبحانه وتعالى منها، بقوله:
وعظموا بأحد الآحاد … وأحد في النفي ذو انفراد
بعاقل، ومثله عريب … كما هنا من أحد غريب
ديار كراب كتيع دعوى … داري دوري وطاو طؤوى
طوري نمي أرمي وأرم … دبي آبن وتامور علم
كذاك دبيج وتؤمور يرد … ووابر والنفي في شفر فقد
وما سوى هذه المواضع الثلاثة، أنكر القرافي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ عمومها فيه، واحتج بمسائل غير بينة.
منها: قول من قال بقول المبرد السابق الذكر، كالزمخشري والجرجاني.
ومنها: نفي سيبويه العموم عن اسم لا أخت ليس.
وقد تقدم تصريح أبي حيان بأن مذهب سيبويه ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ أنها تعم، وإن لم تدخل عليها " من " وأن مذهب سيبويه في ذلك هو الصحيح.
ولا يخفى أن مثل قوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (لا يعزب عنه مثقال ذرة) الآية الكريمة.
وقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (لا تجزي نفس عن نفس شيئا)
(لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا)