للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اتفق الإمام الكرماني مع الجبائي (أن الهبوط الأول من الجنة، والثاني من السماء) (١)، أما الإمام الأنصاري فقد ذكر عدة توجيهات من بينها رأي الإمام الألوسي أن التكرار للتأكيد، ومنها أيضًا رأي الجبائي (٢).

٧ - اختلف الإمامان في توجيه الفرق بين إبدال قوله تعالى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٣)، بقوله تعالى: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (٤).

حيث قال الإمام الرازي: «وأما قوله: {وإياى فاتقون} فيقرب معناه مما تقدم من قوله: {وإياى فارهبون} والفرق أن الرهبة عبارة عن الخوف، وأما الاتقاء فإنما يحتاج إليه عند الجزم بحصول ما يتقى منه فكأنه تعالى أمرهم بالرهبة لأجل أن جواز العقاب قائم، ثم أمرهم بالتقوى لأن تعين العقاب قائم» (٥).

وقال الإمام الألوسي: «وإنما ذكر في الآية الأولى {فارهبون} وهنا {فاتقون} لأن الرهبة دون التقوى فحيثما خاطب الكافة عالمهم ومقلدهم وحثهم على ذكر النعمة التي يشتركون فيها أمرهم بالرهبة التي تورث التقوى ويقع فيها الاشتراك، ولذا قيل الخشية ملاك الأمر كله، وحيثما أراد بالخطاب فيما بعد العلماء منهم، وحثهم على الإيمان ومراعاة الآيات أمرهم بالتقوى التي أولها ترك المحظورات وآخرها التبري مما سوى غاية الغايات» (٦).

بعرض رأي الإمامين يتضح أنهما اختلفا في توجيه المتشابه، وقد انفردا بتوجيه هذه المسألة عن علماء المتشابه اللفظي.

٨ - اختلف الإمامان عند توجيه الفرق بين التعريف في قوله تعالى: {بِغَيْرِ الْحَقِّ} (٧)، والتنكير في قوله تعالى: {بِغَيْرِ حَقٍّ} (٨).


(١) يُنظر نص المسألة: البرهان في توجيه متشابه القرآن (ص: ١٩).
(٢) يُنظر نص المسألة: فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن (ص: ٢٢).
(٣) سورة البقرة، الآية: (٤٠).
(٤) سورة البقرة، الآية: (٤١).
(٥) التفسير الكبير، (٣/ ٤٤ - ٤٥).
(٦) روح المعاني، (١/ ٢٤٧).
(٧) سورة البقرة، الآية: (٦١).
(٨) سورة آل عمران، الآية: (٢١، ١١٢).

<<  <   >  >>