للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب، ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل، ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً. يعني خوفاً من إثم كتمان العلم فأخبر بها.

ولكن قول الرسول: ((لا تبشرهم فيتكلوا)) فيه إنذار من الاتكال على هذا، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة.

وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء. منها أن المؤمن يسأل في القبر، فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم: ٢٧] ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

والميت في قبره يسأل عن ثلاث: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم.

وكذلك أيضا ما ذكره رحمه الله من صفة محاسبة العبد المؤمن، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة، فيخلو بعبده المؤمن، ويضع عليه كنفه يعني ستره ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، ويقرره بالذنوب، فإذا أقر قال ((كنت سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته باليمين)) .

ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يهودياً أو نصرانياً يوم القيامة، ويقال: هذا فكاكك من النار، يعني هذا يكون بدلك في النار، وأما أنت فقد نجوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>