هذه الأحاديث المتعددة كلها في باب الرجاء، ولكن الرجاء لابد أن يكون له عمل يبني عليه.
أما الرجاء من دون عمل يُبنى عليه، فإنه تمنٍّ لا يستفيد منه العبد، ولهذا جاء في الحديث:((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)) . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء.
ذكر المؤلف رحمه الله حديث معاذ بن جبل؛ أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار. فقال: له: ((أتدري ما حق الله على العباد، وحق العباد على الله؟)) قال الله ورسوله أعلم.
وهذا من آداب طالب العلم، إذا سئل عن شيء؛ أن يقول الله أعلم، ولا يتكلم فيما لا يعلم.
قال ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) .
يعني أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئاً؛ لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة.
فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ فقال ((لا تبشرهم فيتكلوا)) .