للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الخوارج في تلك الفترة: (وفزع النّاس إلى الأحنف بن قيس فأتى الأحنف القباع، فشكا إليه ما النّاس فيه، فقال: أشيروا عليّ بمن أُولِّي؟ فأشار قوم بمالك بن مسمع الجحدري، وأشار قوم بزياد بن عمرو العتكي، فقال الأحنف: لا أرى لهم غير المهلب، فكلم القباع المهلب وقال له: إن أهل مصرك قد ارتضوك ورجوك وأملوا أن يقمع اللّه هذا العدو بك، فقال المهلب: لا حول ولا قوة إلا بالله إني عند نفسي لدون .. ) (١).

وذكر الطبري: (أن أهل البصرة قد كانوا سألوا الأحنف قبل المهلب

أن يقاتل الأزارقة، وأشار عليهم بالمهلب، وقال: هو أقوى على حربهم مني) (٢).

ثم نجد أن صاحب الكتاب يذكر أن المهلب سار إلى الخورج فوافاهم بنهر تستر فواقعهم حتى بلغوا الأهواز، ثم أقام بالجسر بعد أن هزم الخوارج، وهنا قد ناقض نفسه وخالف غيره، فأول لقاء بينهم كان بالجسر قرب الكوفة، كما جاءت بذلك المصادر الأخرى (٣)، وقوله: ثم أقام بالجسر بعد أن هزم الخوارج، فالجسر هنا هو مكان المعركة، وليس نهر تستر.

ثم جاء صاحب الكتاب بهذه الأبيات والتي فيها ثناء على المهلب بن أبي صفرة في جهاده ضد الخوارج، والمآخذ عليها أن فيها إجحاف في ذكر مالك بن مسمع، وسويد بن منجوف، والأحنف بن قيس، وهم من أشراف البصرة وأمراء القبائل فيها، ووصفتهم بالجبن والقعود عن القتال، وقد جاء ذكرهم في الروايات التي ساقها البلاذري والطبري، والتي فيها أن قتال الخوارج لم يعرض


(١) الأنساب ٧/ ١٥٨.
(٢) التاريخ ٥/ ٦٢١.
(٣) البلاذري: الأنساب ٧/ ١٥٩، والمبرد: الكامل في اللغة ٣/ ٢٢٥، الطبري: التاريخ ٥/ ٦١٦.

<<  <   >  >>