للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عليهم أصلًا حتى يتهموا بالجبن، إلا ما كان من طلب أهل الكوفة الأحنف أن يتولى قتال الخوارج فأشار عليهم بالمهلب، والإشارة هنا لا تعني التخلي عن القيام بالحرب والجبن عنه، وإنما حسن الرأي.

وقد علق على ذلك ابن الأثير بقوله: (لما يعلم فيه من الشجاعة والرأي والمعرفة بالحرب) (١)، وقد أدى هذا الرأي ثماره، فحينما تولَّى المهلب قتالَ الخوارج مزقهم كل ممزق.

وسيرة الأحنف بن قيس في الجهاد تشهد له على الشجاعة وحسن القيادة، فقد سطَّرت لنا كتب التاريخ عن سيرة ما يثبت ذلك وينفي خلافه، ومما جاء في حروبه ومناقبه:

- أذن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للمسلمين بالانسياح في بلاد فارس، برأي من الأحنف بن قيس لما عرف عنه فضله وصدقه (٢).

- افتتح مرو الروذ بعد أن صالح أهلها (٣).

- حاصر أهل بلخ، فصالحه أهلها على أربعمائة ألف (٤).

- جمع أهل خراسان جمعًا كبيرًا بمرو، فالتقاهم الأحنف، فهزمهم، وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله (٥).

[١٢٣]- (فبلغ ذلك نافع بن الأزرق، فأقام بالأهواز حتى وافاه المهلب، فواقعهم بمكان يسمى نسلى (٦)، فقاتلهم يومًا إلى الليل، وأصابته


(١) ابن الأثير: الكامل ٣/ ٢٧٦.
(٢) الطبري: التاريخ ٤/ ٩٤.
(٣) الطبري: التاريخ ٤/ ٣١٠.
(٤) الطبري: التاريخ ٤/ ٣١٣.
(٥) الذهبي: السير ٤/ ٩١.
(٦) نسلى: وهو جبل بمناذر بمناحي الأهواز. الحموي: البلدان ٣/ ٢٣٢. والمشهور أن اسم هذا الموضع (سلى وسلبرى).

<<  <   >  >>