يا من تذكَرني شمائله ... ريح الشِّمال تنفَّست سحرا
وإذا امتطى قلمٌ أناملَه ... سحر العقول به وما سحرا
يا قلب ويحك ما سمعت لنا صحِ ... لمّا ارتميتَ ولا اتقيت ملاما
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وانت الخَصم والحكم
يارحمةَ الله حلّى في منازلنا ... وجَاورِيناا فدتك النفس من جار
تنبيهات
الأول - يُوضع الخبرُ موضعَ الإنشاء لأغراضٍ كثيرة، أهمها:
(١) التفاؤل - نحو هداك الله لصالح الأعمال:
كأنَّ الهدايةَ حصلت بالفعل فاخبرَ عنها - ونحو: وفقك الله.
(٢) والاحتراز عن صورة الأمر تأدّباً واحتراماً، نحو: رحم الله فلانا ونحو: ينظر مولايَ في أمري ويقضي حاجتي.
(٣) والتنبيه على تيسير المطلوبِ لقوة الأسباب كقول الأمير لجنده «تأخذون بنواصيهم وتنزلونهم من صيَاصيهم» .
(٤) والمبالغة في الطلب للتنبيه على سرعة الامتثال.
نحو (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم) لم يقل لا تسفكوا، قصداً للمُبالغة في النَّهي، حتى كأنهم نهو فامتثلوا ثم أخبر عنهم بالامتثال..
(٥) إظهار الرَّغبة - نحو قولك في غائب: رَزَقني الله لقاءهُ.
الثاني - يُوضع الانشاء موضع الخبر لأغراض كثيرة
«أ» منها: إظهار العناية بالشيء: والاهتمام بشأنه - كقوله تعالى (قل أمر ربي بالقسط واقيموا وجُوهكم عند كل مسجد)
لم يقل: وإقامة وجوهكم، إشعاراً بالعناية بأمر الصلاة، لعظيم خَطرها، وجليل قدرها في الدين.
«ب» ومنها: التحاشي والاحتراز عن مُساواة الَّلاحق بالسّابق. كقوله تعالى (قال إني أشهدُ اللهَ، واشهدوا أنى بريء ممَّا تُشرِكونَ من دونه) لم يقُل وأُشهدكم تَحاشياً وفراراً مِن مُساواة شهادتهم بشهادة الله تعالى.
الثالث - الانشاء كالخبر في كثيرٍ ممّا ذكر فيه، ومما سُيذكر في