فيختلف الترتيب - للأسباب الآتية:
(أ) إمَّا لأمر معنوي - نحو: (وجَاءَ مِنْ أقصى المدينةِ رجلٌ يسعى) (فلو أخِّر المجرور لتوُهمِّ أنه من صلة الفاعل، وهو خلاف الواقع لأنه صلةٌ لفعله)
(ب) وإمّا لأمر لفظي - نحو: (ولقد جاءهُمُ من ربهم الهُدى)
فلو قُدم الفاعل لاختلفت الفواصلُ، لأنها مبنية على الألف
(جـ) وإما للأهمية - نحو: قُتل الخارجيُّ فلانٌ
وأما تقديم الفضلات على بعض: فقد يكون
(١) للأصالة في التقدم لفظاً - نحو: حسبت الهلال طالعاً، فانّ الهلال وإن كان مفعولاً في الحال، لكنه مبتدأ في الأصل أو للأصالة في التقدُّم معنى - وذلك كالمفعول الأول في نحو: أعطى الأمير الوزير جائزة، فإن الوزير: وإن كان مفعولا بالنسبة إلى الأمير، لكنه فاعل في المعنى بالنسبة إلى الجائزة (١)
(٢) أو لإخلال في تأخيره - نحو: مررت راكباً بفلان - فلو أخرت الحال لتُوهّم أنها حال من المجرور، وهو خلاف الواقع، فانها حال من الفاعل والأصل في المفعول ذكره، ولا يحذف إلا لأغراض تقدم ذكرها.
تمرين
لبيان المتقدّم من ركني الجملة، ومتعلقات الفعل، وسبب تقدمه
١- قال الله تعالى: (فلله الآخرة والأولى) .
٢- وكتب ابن المعتز لأحد خُلاَّنه: -
قلبي نجىُّ ذكرك، ولساني خادمُ شُكرك.
٣- وقال الله تعالى: (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) .
٤- كل حيّ وإن أقام كنوحٍ في أمانٍ من الرَّدى سوف يَفنَى
٥- أنشا يمزق أثوابي يؤدّبني أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا
٦- منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالبُ مال.
٧- عباس مولاي أهداني مظلته يظلّل الله عبَّاساً ويَرعاه
الجملة ... نوع المتقدم ... سبب تقدمه
١- لله الآخرة والأولى ... خبر ... تخصيص الخبر بالمبتدأ
٢- قلبي. ولساني ... مبتدأ ... أنه الأصل
٣- الله يبسط الرزق ... مبتدأ ... تخصيصه الخبر
٤- كل حي وان أقام ... مبتدأ ... إفادة التعميم
٥-أبعد شيبي يبغى ... ظرف ... موضع الانكار
٦- منهومان لا يشبعان ... مبتدأ ... التشويق إلى المبتدأ
٧- عباس مولاي ... مبتدأ ... التعظيم
٨ - أنا أكرمتك، وفي منزلي آويتكَ
٩- لك عندي وعند صحبي أيادٍ سوف تبقى وكل شيء سَيفْنى
١٠ - ما كل ما يتمنَّى المرءُ يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السّفنَ
وقال المرحوم حافظ إبراهيم بك في وصف الشمس: -
١١- إنما الشمسُ وما في آيها من معان لمَعت للعارفين
حكمةٌ بالغةٌ قد مثَّلت قُدرة الله لقومٍ غافلين
١٢- فمثل عُلاك لم أر في المعالي ولا تاجاً كتاجك في الجلال
تمرين آخر
١- لشرح معنى التخصيص: واذكر مواضعه في باب التقديم.
٢- أيّ أجزاء الجملة يفيد تقديمه، التبرك، أو التلذذ، أو التعظيم؟ ومتى يفيد ذلك؟
٣- ما هي متعلقات الفعل؟ وما أسباب تقديمها عليه؟
٤- كيف تشَوّق كلٍ من المبتدأ والخبر؟ ومتى يفيد المبتدأ التعميم
الجملة ... نوع المتقدم ... سبب تقدمه
٨- أنا أكرمتك ... مبتدأ ... تخصيصه بالخبر الفعلي
وفي منزلي آويتك ... جار ومجرور ... تخصيصه بالفعل
ومطمئنا قلت لك ... حال ... موضع العناية والاهتمام
نجاتك تحققت ... مبتدأ ... تعجيل المسرة
لك جرائم ... خبر ... التنبيه على أنه خبر لا صفة
٩- لك عندي ... مبتدأ ... للتنبيه على أنه خبر لا صفة
كل شيء سيفنى ... مبتدأ ... افادة التعميم
١٠- ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... مبتدأ ... نفي العموم
١١- الشمس وما في آيها حكمة ... مفعول ... الشويق للخبر
١٢- مثل علاك لم أر ... تخصيص المفعول بالفعل
إذا قدمتهُ؟ ومتى يدل على التخصيص بالخبر؟
٥- ميّز المبتدأ الذي جرى في التقديم على أصله من الذي تقدم زائداً؟ ؟
تدريب
العبارات الآتية تقدم فيها بعض أجزاء الكلام على بعض
أذكر المتقدم - وبين نوعه في كل عبارة:
١- إثنان لا يستغنى عنهما إنسان: العلم والمال.
٢- قال صلى الله عليه وسلم: إخوانكم خولُكم، جعلهم الله تحت أيديكم.
٣- إليك على بعد المزار وصعبه توازع شوقٍ ما تردُّ عوازبُه.
٤- قال تعالى: «فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون»
٥- قبيح أن يحتاج الحارسُ إلى من يحرُسه.
٦- وقال تعالى «كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون» .
٧- إلى الله كل الأمر في الخلق كلهم وليس إلى المخلوق شيء من الأمر
تمرين
عيّن المتقدم من ركني الجملة أو من متعلقات الفعل، واذكر سبب تقدمه
١- قال الله تعالى: «وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» .
٢- الدُّنيا دارُ عناء ليس لأحد فيها البقاء، وغدا تسرّ أو تُساء
٣- ألقت مقاليدها الدنيا إلى رجل ما زال وقفاً عليه الجودُ والكرم
٤- وقال الله تعالى: «وله من في السموات والأرض، كلُّ له قانتون» .
٥- وقال الله تعالى: «قالوا الآن جئت بالحق» .
٦- بأيّ لفظٍ تقول الشعر زعنفةٌ ... بحوزُ عندك لاعُربٌ ولا عجم.
٧- ولأحمد بن يوسف: بالأقلام تساسُ الأقاليم
٨- أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: من قال لا إله إلا الله بقلبه خالصاً.
٩- قال الله تعالى: «إنا نحنُ نحيي ونميت وإلينا المصير» .
١٠ - رأى الرسول رجلا نذر أن يمشي فقال: إن الله عن تعذيب هذا نفسَه لَغنىّ
١١- يساورني طول الدجى وأساوره ملالٌ وطرفي ساهدُ الليل ساهرُه
إختبار للذاكراة
كون أربع جمل: تقدَّم في أولاها (الخبر) ليفيد التشويق إلى المبتدأ.
وتقدم (المبتدأ) في الثانية لتعجيل المسرة، وتقدم في الثالثة (الحال) لأنه موضع الانكار، وتقدم (الظرف) في الرابعة لأنه موضع العناية.
(١) لأن الجائزة مأخوذة، والآخذ لها الوزير الذي فيه معنى الفاعلية التي تستدعي حق التقدم.