قال البغوي: قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ} له: {أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأرْضِ} وأرادوا بالإفساد في الأرض دعاءهم الناس إلى مخالفة فرعون في عبادته {وَيَذَرَكَ} أي: وليذرك {وَآلِهَتَكَ} فلا يعبدك ولا يعبدها. قال ابن عباس: كان لفرعون بقرة يعبدها، وكان إذا رأى بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها، فلذلك أخرج السامريّ لهم ... عجلاً. وقال السدي: كان فرعون قد اتخذ لقومه أصنامًا وأمرهم بعبادتها، وقال لقومه: هذه آلهتكم، أراد بها: أنه ربّها وربّكم، فذلك قوله:{أنا ربكم الأعلى} . وقال ابن عباس: لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل.
وقال مجاهد في قول الله:{قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} من إرسال الله إياك، وبعده، {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} .