للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شرحت ذلك مستقصى في التاريخ الكبير في أخبار الإسكندرية لأني قد أشرطت في كتابي هنا الاختصار.

وذكروا أن المنارة كانت في وسط المدينة، وإنما البحر زاد فأخرب ما قربها، ولما غلبت الأكاسرة على الإسكندرية، أراد خليفته أن يفرض على كل محتلم دينار لتعمر الإسكندرية، فقيل له: تبعث في خراب منذ ثلاثمائة سنة!.

وهي إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ التي ذكرها الله عز وجل في القرآن، وذكر بعض الرواة أن صاحبها كتب عليها: بنيت هذه المدينة والرخام يعجن كالشمع، والحجر كالطين.

وكان بالإسكندرية صنم من نحاس يجتمع إليه الحيتان، فيقرب الصيد على أهل الإسكندرية، اسمه شراحيل، فخرج إليه أسامة بن زيد عامل خراج مصر، فكتب إلى الوليد: قد غلقت علينا الفلوس، وبالإسكندرية صنم من نحاس، يجتمع إليه الحيتان أفتأذن لي في كسره؟

فأذن له فأمر بإنزاله، وكان على حجفة وسط البحر، فأنزل، وكسر، فوجدت عيناه ياقوتتين لا قيمة لهما، فكسره وضربه فلوساً، وتفرقت الحيتان فلم ترجع إلى ذلك الموضع، وكان أسامة بن زيد نام وتمدد فكان طول قدم الصنم (١).

وفيها من العجائب كثيراً سنذكره في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

ومن أعمال مصر: جانبها القبلي وأوله بركة الحبش وهي البركة المعروفة، وفيها من أنواع الأرطاب والثمار والأعناب، أنواع لم تكن بالعراق ولا بالحجاز فيها البرني والبوني والبردي والصيحانى السكري والحلبانا وغيرها (٢).

ومنها مدينة الفيوم، بناها يوسف عليه السلام بالوحي، لأن الوزراء قالوا


(١) ابن ظهيرة ص ٦٠
(٢) اضطرب هذا النص فى الأصلين وقد اتبعت ما ورد بالفضائل لابن ظهيرة ص ٦٨ وهو ينقل عن ابن زولاق.