للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما دخل عمر بن عبد العزيز الإسكندرية في إمارته على مصر سأل عن عدد أهلها؟ فقيل له: هو ما لا يضبط، فقال: كتب هرقل ملك الروم، إلى المقوقس، صاحب الإسكندرية عرفني كم قبلك من اليهود؟ فأحصاهم، فكانوا ستمائة ألف، وأنكر هرقل خراب الإسكندرية.

وكتب يسأل عن السبب، فقال له جماعة من حكمائها: إن ذا القرنين أقام في بناء الإسكندرية ثلاثمائة سنة، وعمرت ثلاثمائة سنة، وهي في خراب منذ ثلاثمائة سنة (١).

قال الحسن بن إبراهيم: ولهذا الكلام منذ قيل، أربعمائة سنة ولما بناها الإسكندر كان فيها سبعون ألف بناء، وسبعون ألفا يخندقون قناطرها. ووجد في تخومها تابوت من نحاس، فيه تابوت من فضة، فيه تابوت من ذهب، ففتح، فوجد فيه مكحلة من ياقوت أخضر، مرودها عرق زبرجد، فدعا القائم عليها، فكحل إحدى عينيه، فأشرقت له الكنوز والكيمياء (٢).

قال: وكان الإسكندر طول أنفه ثلاثة أذرع، ثم عمر بها بعده جبير المؤتفكي خمسمائة عام لم يهجه أحد، وزبر في آخر العهد: بنيت وحفرت وأسست وعمرت حين لا موت ولا هرم (٣).

وكنوز هذه المدينة في ساحل طبقة نحاس، وقفله ذهب، دخل هذا الساحل في البحر خمس عشرة ذراعاً وسيخرج على هذا الساحل على أمة مسلمة اسم نبيها أحمد (٤) وفي هذا الساحل ما لا يقدر قدره من ذهب وفضه وتماثيل وحجارة الجواهر الكريمة (٥).


(١) نفس المصدر.
(٢) أورده ابن ظهيرة بنصه ص ٥٩ نقلا عن ابن زولاق.
(٣) ياقوت ج ١ ص ١٨٤
(٤) ح: «محمد».
(٥) ابن ظهيرة ص ٦٠