للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لفرعون وهو الريان بن الوليد: إن يوسف في السجن، فأحضره واستخلفه وخلع عليه، وضرب له بالطبل أن يوسف خليفة الملك، فقام له بالأمر كله.

ثم سعى به إليه بعد أربعين سنة، فقالوا: قد خرف، فامتحنه بإنشاء الفيوم فأنشأها بالوحي، فعظم شأن يوسف، وكان يجلس على سرير، فقال له الملك: اجعل سريرك دون سريري بأربع أصابع ففعل.

ولما سار يعقوب إلى يوسف وكانت عدتهم ثلاثة وتسعون نفساً بين رجل وامرأة فأنزلهم يوسف ما بين عين شمس إلى الفرما، وهي أرض برية، فدبرها وجعلها ثلاثمائة قرية وستين قرية، يجبى منها في كل يوم ألف دينار، وفيها أنهار [عدد أنهار] البصرة (١).

وفيها الإوز، وفيها الأترج الأحمر الجافي، وبها الحصر الساماني والعبداني ومنابته، وبها الكتان الذي يغمر الدنيا (٢).

وحدثني أحمد بن الحسن بن طرخان الكاتب قال: عملت الفيوم لكافور وإلى مصر في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، فعقد بها ستمائة ألف دينار، وعشرين ألف دينار (٣). وهو عقد الرملة وطبرية ودمشق وأعمالهن لسنة في الأمن والعمارة.

وفي الفيوم من المباح الذي يعيش به أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه (٤).

ومنها: بوصير قوريدس التي قتل بها مروان بن محمد، وزال ملك بني أمية فيها (٥).

وبها الكتان الذي لا تخلو منه بلدان الإسلام وبلدان الشرك، وبها من الفواكه والأعناب ما ليس في غيرها.


(١) ياقوت وما بين حاصرتين منه وهو ينقل عن ابن زولاق.
(٢) انظر فى الفيوم ياقوت ج ٤ ص ٢٨٦، وقد أورد الأخبار الخاصة بالفيوم بنصها نقلا عن ابن زولاق. وانظر أيضا: خطط المقريزى وابن ظهيرة.
(٣) أورده ياقوت ج ٤ ص ٢٨٧ نقلا عن ابن زولاق، وابن ظهيرة ص ٦١ نقلا عن ابن زولاق أيضا.
(٤) ابن ظهيرة ص ٦١ نقلا عن ابن زولاق.
(٥) المصدر السابق.