للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخول الليل إلا بعد وقت، وكان الناس يمشون فيها في أيديهم خرق سود، خوفاً على أبصارهم، ومن شدة بياضها، لبس الرهبان السواد. وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة في الليل، وأقامت الإسكندرية سبعين سنة لا يسرج فيها سراج، ولا يعرف مدينة على طولها وعرضها، ورخامها يحمل إلى اليوم وما فنى (١).

وبها مناسج الكتان والغلائل (٢) والمعتب الذي يحمل إلى الآفاق. وبها مناسج الحصر الساماني والعبداني. وكان على الإسكندرية سبعة حصون، وسبعة خنادق (٣).

وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب: إني فتحت مدينة فيها اثنا عشر ألف بقَّال يبيعون بقلاً وخضراً وكان بها من الحمامات اثنا عشر ألف ديماس، أصغر ديماس فيها يسع ألف مجلس، كل مجلس يسع جماعة (٤).

وكتب إلى عمر يقول: فتحت مدينة لا أصف ما فيها غير أني أصبت فيها [أربعة آلاف بنية بأربعة آلاف حمام] وأربعين ألف يهودي عليهم الجزية وأربعمائة ملهى للملوك وكان عليها سبعة أسوار (٥).

ووجد في أحد أبوابها مكتوباً: أنا شداد بن عاد، بنيت هذه المدينة والحجر يومئذ كالطين يتعجن [والرخام كالشمع يلين] (٦).

وأخذ عمرو بن العاص الجزية من ثلاثمائة ألف فأخذ من كل رأس رجل دينارين، فبلغت الجزية ستمائة ألف دينار (٧).


(١) المصدر السابق.
(٢) الغلالة: القميص الرقيق، والمعتب: نوع من الثياب.
(٣) ابن ظهيرة ص ٥٨
(٤) المقريزى الخطط ج ١ ص ١٦٦
(٥) ابن سعيد: المغرب ص ٣٦، والمقريزى: الخطط ج ١ ص ١٦٦ وما بين حاصرتين منهما.
(٦) ابن ظهيرة ص ٥٩ وما بين حاصرتين منه.
(٧) فى الأصلين: ستمائة ألف رجال بالغين. وقد اتبعت ما ورد لدى ابن ظهيرة ص ٥٩ وهو ينقل عن ابن زولاق.