المدينة نهباً شديداً وقتل في ذلك اليوم نحو من أربعين رجلاً. ولما كان عند آذان العصر أمر صائحاً يصيح بأمان الناس وترك النهب ولا أمان على المفسدين. ولما كان يوم الخميس الرابع من الشهر المذكور جرد الجرائد إلى القرى في طلب المفسدين فكان يؤتى بهم ولا خطاب لهم إلا السيف.
وفي هذا التاريخ قيد الأمير فخر الدين زياد بن أحمد الكاملي في المهجم وصدروا به إلى صعدة في جماعة من الخيل والرجل ولما صاروا به في حد بلاد القائد ففكه القائد وأطلقه وطرد العسكر الذين كانوا معه مجردين إلى صعدة وقال له القائد توجه حيث شئت فطلع حصن المنابر ثم نزل منه إلى ملحان وكان هنالك يومئذٍ العفيف عبد الله بن الهليس. ثم خرج من ملحان إلى الصباحي ثم إلى قرن عامر.
وفي آخر شهر شعبان خرج الطواشي من زبيد يريد القرشيين وكانوا قد انتقلوا إلى العرمة فقصدهم إلى هنالك فقتل منهم محمداً البابلي فارساً شجاعاً مشهوراً وقتل معهُ جماعة من الرجل فأرسلوا للأشراف إلى الكدراء وللعوارين إلى الجبل فوصلوهم فاجتمع من الأشراف والعوارين والقرشيين جمع كثير فقصدوا زبيد. وكان الطواشي مقيماً في القوز وكان يأمر العسكر بالركوب والتيسر إلى الأماكن النازحة. فلما كان يوم الأحد السابع عشر من رمضان ركب من العسكر نحو من مائة فارس وساروا نحو وادي رمع فواجههم الجم الغفير من الأشراف والعوارين والقرشيين. فأرسل المقدم من يعلم الطواشي ويستنجده وواجههُ القوم فقاتلوا قتالاً شديداً وثبت كل حزب للآخر. فبينا هم كذلك إذ وصل العسكر وهم مشتغلون في القتال فانهزم الأشراف والعوارين والقرشيون ومن معهم هزيمة شديدة وقتل منهم يومئذٍ نحو من خمسين رجلاً فيهم عدة من مشاهير العوارين وباقيهم من الأشراف والقرشيين. ولما كان أواخر شهر شوال نزل الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهادر السنبلي في عسكر جيد من الباب الشريف فارتفع بعض الأشراف من الكدراء إلى المهجم.
وفي شهر ذي القعدة نزل من بني حمزة جماعة فلما دخلوا المهجم أقاموا فيها أياماً قلائل وخرجوا منها عاصين يريدون بلادهم. فلما صاروا في أثناء الطريق