قصدوا ملحان يريدون العفيف عبد الله بن الهليس فأكرمهم وانصفهم وأرسلهم إلى الأمير فخر الدين زياد بن أحمد فوصلوه في آخر ذي القعدة وفي أول ذي الحجة ارتفع السيد إبراهيم وبقية العسكر من الكدراء إلى المهجم حين سمعوا بوصول عسكر السلطان والأمير فخر الدين أبي بكر بن بهادر السنبلي. فلما كان يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة ارتفعوا من المهجم إلى المحالب فأمسوا فيها ليلة واحدةً وأمسوا سائرين لا يلوى أحد على أحد.
ودخل الأمير فخر الدين المهجم يوم السبت الحادي عشر من ذي الحجة ودخل الأمير فخر الدين أبو بكر السنبلي يوم الأحد الثاني من ذي الحجة المذكور فأقاموا في المهجم أياماً وتقدموا إلى حرض فأقاموا فيها أياماً قلائل ورجع زياد إلى السلطان وأقام ابن السنبلي بها مقطعاً.
وفي هذه السنة توفي الأمير الكبير شهاب الدين أحمد بن سمير وكانت وفاته في المصادرة ثاني يوم المحرم أول السنة المذكورة.
وفيها توفي الفقيه شمس الدين علي بن محمد بن يوسف العلوي تحت المصادرة أيضاً مع القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم وفي سنة اثنتين وسبعين نزل السلطان إلى محروسة زبيد وكان دخوله المدينة يوم الخامس من جمادى الأولى وكان الوالي في زبيد يومئذ الأمير فخر الدين أبو بكر بن المفضل الخرازي ففصله عن ولاية زبيد وولاه مدينة فشال فقال مشايخ القرشيين فاعمل الحيلة في وصولهم إليه فلم يصلوا فأمَّر السلطان الأمير فخر الدين أبا بكر بن السنبلي في جماعة من العسكر إلى القرشية ولقيهم بن الخرازي من فشال. فلما صاروا في القرشية طلبوا مشايخ القرشيين لسبب المباشرة في بلادهم فوصل معظم المشايخ وتأَخر آخرون فأمر ابن السنبلي بالقبض عليهم وكانوا ستة عشر رجلاً فقيدهم ووصل بهم يوم السبت السادس عشر من الشهر المذكور. وكان صاحب القحمة قد لزم الشيخ محمد ابن حجر وأربعة من قرابته وأرسل بهم إلى السلطان فأودعهم السجن. فلما لزم مشايخ القرشيين كما ذكرنا أمر السلطان بتلف الجميع